نقص المناعة عادة له نوعين:
النوع الأول وهو نقص مناعة دائم و نادر الحدوث و هذا النوع يكون اما خلقي مرتبط بعوامل وراثية معينة وتتم معالجته حديثا باستخدام الخلايا الجذعية. او يكون نتيجه الإصابة بأمراض معينة خطيرة مثل فيروس نقص المناعة المكتسب HIV.
اما النوع الثاني فهو ضعف المناعة المؤقت و هو كثير الحدوث و غالبا ما نعاني منه في أوقات معينة و لأسباب مؤقتة يزول بزوالها مثل الضغوط النفسية و الجسدية، و نقص في التغذية وعدم توازنها، قلة النوم ، ونظام الحياه غير الصحي.
كما أن جهاز المناعي يكون عند المواليد والاطفال غير مكتمل بعد لذلك يكونوا عادة اكثر عرضة للأمراض من اليافعين . فالرضيع يحتاج إلى دعم مناعي من امه والتي تمده بالاضداد الموجودة لديها عن طريق الرضاعة الطبيعية..
كما أن كبار السن تكون أيضا المناعة لديهم عادة اقل من اليافعين حيث ان كفاءة الخلايا المناعية على إنتاج الأضداد تقل مع تقدم العمر لذلك هم أيضا يحتاجون إلى دعم خارجي إضافي.
.....الإجهاد او (Stress) من أهم أسباب نقص المناعة وذلك نتيجة زيادة إفراز الكورتيزول و الأدرينالين من غدة الكظر .
الكورتيزول هو افضل مضاد إلتهاب على الإطلاق و يتحكم بوظائف مهمة جدا بالجسم مثل مستوى السكر و الاملاح والضغط و لكنه بنفس الوقت يخفض تخليق خلايا مناعية جديدة مما يسبب ضعف جهاز المناعة.
لذلك فإن الكورتيزون يستخدم في السيطرة على الأمراض المناعية (والتي تقوم فيها الخلايا المناعية بمهاجمة الخلايا وأنسجة الجسم بدل من الدفاع عنها) مثل الذئبة الحمامية، إلتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها.
لذلك فإن هذا الدواء السحري الذي يلجأ إليه الاطباء عندما يضطرون إليه يسبب على المدي الطويل بلاضافة الي ضعف المناعة، زيادة الوزن و تغير في توزع الدهون و زيادة مستوى سكر الدم بالإضافة إلى ضعف العضلات وهشاشة العظام.
....قلة النوم ايضا من الاسباب التي يجهلها الكثير كاحد اهم اسباب ضعف المناعة.حسب دراسة جديدة قرأتها فإن قلة ساعات النوم ليلة واحدة فقط تخفض كفاءة الجهاز المناعي بنسبة ٥٠% خلال اليوم التالي
الضغوط النفسية و الحزن والاكتئاب و التي يرافقها ايضا اضطراب في النوم لابد من معالجتها. طبعا هذه الحالات تحتاج إلى أدوية وعلاجات نفسية ، لها في كثير من الاحيان نتائج سحرية في تعديل وتحسين المزاح عن طريق زيادة افراز او تثبيط اعادة امتصاص هرمون السعادة ( السيروتونين) و تحسين النوم وبالتالي زيادة عودة جهاز المناعة للعمل بأقصى طاقته.
لذلك لابد من مراجعة طبيب نفسي للحصول على العلاج المناسب.
نتابع....
مقال للدكتور عروة محمد هاني الملي
استشاري الباثولوجيا المناعية ميونخ/ المانيا