عادة ما نكتب المقالات عن كل مستجد فورا ولكن انتظار الدراسات الموثوقة هو ما يجعلنا نتأخر عن الكتابة قليلا حتى لا ننشر أي معلومة غير مثبتة بشكل قاطع وهذا ما حدث مع طفررة ديلتا.
طبعا ظهرت دراسات في الأيام السابقة عن هذه الطفررة وتم نشر نتائجها فقط ولكن لم تنشر الأبحاث كاملة في المجلات الموثوقة حتى الآن ومع ذلك يمكن من خلال النتائج أعطاء فكرة عما يحدث حتى نتجنب الكوارث بأسرع وقت .
اولا .سرعة الانتشار:
كما تعودنا سابقا في كل مكان نترك فيه الفيروس ينتشر براحته تظهر طفررة جديدة لها صفات خاصة تستطيع من خلالها إزاحة الطفررات السابقة و الانتشار بطريقة أسرع بكثير وهذا ما حدث مع طفررة ديلتا والتي ثبت وجودها حتى الآن في أكثر من 120 دولة .
ثانيا . قدرة العدوى :
قدرة العدوى بهذه الطفرة هي أعلى بنسبة 64 في المائة مقارنة بمتغير الفا/ البريطاني/ وبالتالي أعلى بنسبة تفوق 120% من الفيروس الأصلي.
ثالثا. كشفها عن طريق PCR:
اختبار PCR يكون إيجابيً بعد أربعة أيام من العدوى في المتوسط بدلاً من ستة أيام ، كما كان الحال مع المتغيرات السابقة
رابعا .الحمولة الفيروسية :
الحمولة الفيروسية أعلى بمقدار 1200 مرة في الاختبار الإيجابي الأول مقارنة بالمتغيرات السابقة . هذا يشير إلى أن المتغير هذا يتكاثر بشكل أسرع ويكون أكثر عدوى في المراحل الأولى من العدوى.
خامسا . الخطورة:
لاول مرة نستطيع القول انها اخطر طفرة حتى الآن إذا اعتمدنا على نتائج لدراسة كندية
* فقد زادت الحالات التى تستدعي الذهاب إلى المستشفى بنحو 120 في المائة .
* كما زاد خطر الحاجة للعناية المركزة بحوالي 287 بالمائة.
* كما زاد خطر الموت بحوالي 137٪.
طبعا الموضوع بين اخذ ورد في المانيا حيث لم يتبنى أحد من العلماء فرضية الخطورة الكبيرة للطفررة ديلتا حتى الآن ولكن بنفس الوقت لا يمكن أخذ الساحة الألمانية حاليا نموذج لدراسة هذه الطفرة بسبب حملات اللقاح الكبيرة جدا و انخفاض عدد الحالات في المانيا هذه الفترة .
بينما في بريطانيا والتي شكلت ديلتا فيها نسبة 90 في المائة من جميع الإصابات فإن الإصابة بالمتغير الجديد حسب تقاريرهم تؤدي إلى العديد من الحالات الخطرة والوفيات. وهذا مانلاحظه في بعض البلدان العربية مؤخرا مع انتشار الطفرة فيها
ما هي الأعراض ؟
الأعراض السائدة للمتغير الجديد وخاصة لدى الشباب هي سيلان الأنف والصداع بينما الأعراض التي كانت تعتبر في السابق كلاسيكية مثل السعال والحمى وفقدان التذوق والشم فهي نادرة وبالتالي فإن الناس قد يعتقدون أن لديهم نوعًا من الزكام ويذهبون إلى الحفلات والتجمعات ما يساهم في انتشار أسرع.
طبعا هذا في حال اقتصرت الاصابة على الجهاز التنفسي العلوي . اما اذا انتشر الفيروس في الرئة والجسم فهو يسبب المشاكل الاخرى التي نعرفها سابقا من التهابات في الرئة وضيق تنفس ونقص اكسجة وتخثر وقصور في الاعضاء المختلفة نتيجة الخثرات المنتشرة والعواصف السيتوكينية.
د.عروة محمد هاني الملي
تنسيق : نسرين بارودي
# الاكاديمية الألمانية العالمية للطب والأبحاث