سؤال يتكرر دائما، لماذا بعض الأشخاص تتطور لديهم الإصابة بفيروس كوفيد ١٩ لدرجه خطيرة والباقي يبقى المرض واعراضه محدودة او غير ظاهرة حتى.
سأحاول الإجابة بطريقة مبسطة يفهمها الجميع.
لابد لي من الاستعانة بأبحاث فيروسات الكورونا عند الحيوانات و ذلك لكون ابحاث فيروسات كورونا في مجال الطب البيطري قديمة و تعود لستينات القرن الماضي بينما تأخرت كثيرا في مجال الطب البشري كون ان فيروسات كورونا عند الإنسان لم تكن لها أهمية كبيرة و الأعراض محدودة على حالات الزكام التي نعيشها بالعام مرة او مرتين حتى عام ٢٠٠٣ عندما بدأ الفيروس يظهر عدوانية غير مألوفة وظهر على شكل فيروسات سارس و ميرس والآن كوفيد مما دفع الباحثين والدول لانفاق الملايين للأبحاث على الفيروسات البشرية.
عند السنوريات ( القطط ، النمور...) كان فيروس كورونا يسمى فيروس كورونا المعوي ECOV وكان يسبب إصابة معوية فقط مع التهابات معوية بسيطة لاتحتاج اي علاج. فجأة عام ١٩٦٤ بدأت النمور والقطط تموت بإعداد كبيرة في جائحة غير معروفة من قبل دون معرفة السبب و تبين بعد الأبحاث أن فيروس كورونا هو السبب. لقد تحول فيروس كورونا فجأه ليصبح عدواني بشكل كبير ويستطيع غزو كل الأعضاء والتسبب برد فعل مناعي وخثرات تماما كما يفعل فيروس كوفيد.
ماذا حدث فجأة؟؟؟؟
حدث للفيروس طفرة غيرت كل سلوكه.
ماذا تغير اذا و ماذا فعلت الطفرة؟؟؟
ببساطة كان فيروس كورونا المعوي لا يستطيع أن يخترق إلا الخلايا الظهارية المعوية اي خلايا الطبقة الاولى للامعاء ويبقى هناك ويتكاثر ثم يخرج من الخليه ليغزو خلية جديده دون أن يستطيع أن يخترق الطبقات الاخرى نهائيا او ان يصل للدم بأي طريقة.
يوجد في الأمعاء خلايا دفاعية كبيرة تسمى البلاعم و هي تنشر و تتربص اي جسم غريب يدخل جدار الأمعاء لتبتلعه وتفككه وهي تتواجد أيضا قرب جدران الأوعية الدموية وتستطيع أن تنفذ من خلالها تسير بالدم باستمرار وتبحث عن اي عدو ينفذ الجسم.
فجأه حدثت طفرة بالفيروس مكنته من اختراق الخلايا البلعمية ويختبئ بها بل و يحولها إلى مركبة تحمل الفيروس إلى الدم وتنشره بكل الأعضاء و يتحول فيروس كورونا المعوي إلى فيروس قادر على الانتشار بكل الأعضاء ويسبب ضرر عام بالجسم وسمي الفيروس فيروس كورونا الجهازي FIPV
فيروس كوفيد عادة يدخل الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ويبقى هناك فقط. ولكن فجأة يصبح الفيروس قادر ان ينفذ الى الدم والانتشار إلى باقي الأعضاء.
لماذا يستطيع فيروس كوفيد فقط عند بعض الأشخاص الوصول إلى الدم وعند الأغلبية لا
الدراسات حتى الآن محدودة على كورونا البشري و لكن الاستعانة بالأبحاث السابقة على فيروسات كورونا عند الحيوانات تساعدنا في تفسير الكثير من الأمور دون أن نحتاج ان نبدأ من الصفر في ابحاثنا الجديدة.
قد تكون نقطة التحول هذه سببها ضعف مناعة الشخص او قد تكون طفرة او حتى مشكلة وراثية ترتبط بأشخاص معنيين. ولكن ما يمكن تأكيده حتى الان هو عامل المناعة حيث أن الخطوط الدفاعية قد تنهار بلحظة ما و يستطيع الفيروس اختراقها.