سلسلة الأمراض المناعية وعلاجها حسب البروتوكولات الألمانية... ماهودور الأمعاء في المناعة..؟؟(الجزء الأول)

دور الأمعاء في المناعة.
تحوي الأمعاء بشكل طبيعي على حوالي عشرة تريليونات من البكتيريا مصنفة ضمن 400 نوع.

 وتعتبر هذه الأحياء من السكان الطبيعين لامعائنا بل و تقوم بوظائف مهمة. فهي لا تساعد فقط على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بل تشكل دفاعًا طبيعيًا ضد الجراثيم الممرضة وبالتالي تلعب دور هاما في المناعة لدينا بشكل عام.
جهاز المناعة البشري معقد للغاية. فالعوامل الممرضة عند محاولتها دخول اجسامنا تجد عدة أنواع من دفاعات الصد التي تمنع دخولها و يعتبر الجلد والأغشية المخاطية في الفم والأنف والجهاز الهضمي خط الدفاع الأول في هذه الدفاعات كما يشارك حمض المعدة والبول واللعاب في ذلك بدور مهم .

 إذا استطاعت العوامل الممرضة اختراق هذه الحواجز و دخلت إلى الجسم يحدث تنشيط لبعض الإشارات و الخلايا في الدم والجهاز الليمفاوي ، بما في ذلك الخلايا الليمفاوية B و T ويتم تحفيز تكوين الأجسام المضادة والعمليات المناعية المعقدة - وتبدأ المعركة ضد الغزاة الجدد.
الأمعاء تحوي على جهاز مناعي دفاعي خاص بها على شكل أعشاش من الخلايا الليمفاوية ( تسمى بالأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالأمعاء) وهذا يلعب دورًا مهمًا في الدفاع ضد البكتيريا والفيروسات والمواد الضارة التي تحاول اختراق اجسامنا.
دور الفلورا الطبيعية للام في مناعة الاطفال. الأبحاث تشير الى ان الأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي و يتلامسون مع الفلورا المهبلية والمعوية للأم ، يكونون أقل عرضة للإصابة بالحساسية والأرتكاسات المناعية خلال حياتهم مقارنة مع الأطفال المولودين بعملية قيصرية . كما الرضاعة الطبيعية تزيد من قوة الدفاعات الطبيعية للأطفال .
ضعف مناعة الأمعاء. يمكن أن تؤدي الأمعاء المريضة أو الفلورا الضعيفة إلى إصابة الجسم عامة بالمرض. بعض الأمراض مرتبطة بالأمعاء بل وتعتبر الأمعاء احيانا اصلا للداء . فمثلا العمليات الالتهابية في الأمعاء أو الفلورا المنحرفة تفتح الطريق نحو الوصول للمسببات الممرضة إلى الدم وحدوث امراض جهازية مختلفة .
الدراسات العلمية والابحاث الجديدة الآن تركز على علاقة الأمعاء ببعض الأمراض مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون والاكتئاب وأمراض الكبد مثل الكبد الدهني وأمراض القلب والأوعية الدموية . وهناك دلائل على أن السمنة ايضا قد تكون مرتبطة بتغير الفلورا المعوية.
 

د.عروة محمد هاني الملي 

الاكاديمية الالمانية العالمية للطب والابحاث