للدكتور عروه محمدهاني الملي
يستشهد الكثير من اصحاب الكفاءات العلمية العالية بفيروسات كو.ر.و.نا السابقة التي تم محاصرتها بسرعة ليثبتوا ان الفيروس الجديد مؤامرة لا اكثر وانه سينتهي عاجلا.
بالاصل فيروسات هذه العائلة التاجية كانت مسالمة نوعا ما و اقصى ما كانت تفعله نوع بسيط من الزكام والذي لايرافقه حتى ارتفاع حرارة وحمى .تجاهل العلماء هذه الفيروسات البشرية في الوقت التي كانت فيه بعض فيروسات العائلة تتطور وتفتك بالحيوانات مما جعل العلماء يهتمون بدراسة هذه الفيروسات في الحيوان فقط وتطورت الدراسات في مجال الطب البيطري اكثر بكثير من المجال البشري . حتى عام 2003 عندما بدأت الفيروسات تقفز من الحيوان الى الانسان وتتكيف لاصابته حيث ظهر فيروس (SARS) و بعده بعدة أعوام قفز فيروس (MERS) من الجمال الى الانسان .هذه الفيروسات كانت شديدة الضراوة و نسبة الوفاة فيها وصلت الى حدود 20% من المصابين و اظهرت لاول مرة هذه العائلة القدرات على غزو مختلف أعضاء الجسم و احداث اضرار شديدة قاتلة . ولكن مع ذلك تم السيطرة عليها . كيف ولماذا ؟؟؟اللغز هو ضراوة الفيروسات وقوة فتكها فكلما كانت اكثر ضراوة كلما كان السيطرة عليها او فناؤها الذاتي اسهل .كيف ذلك ؟الفيروس القاتل يظهر اعراضه الشديدة ويسبب وفاة بسرعة اكبر اي ان فترة قدرة المصابين على نقل الفيروسات تكون اقصر. كما أن اكتشاف الاصابة يتم بسرعة و سهولة اكبر من قبل الاطباء و يستطيعون عزل المصاب بسرعة على عكس الفيروس المستجد فقبل عزل المصاب واكتشاف المرض فيه قد يكون سبب اصابة المئات . المخالطين يكون عددهم اقل لان الاصابة شديدة وتظهر بقوة وبالتالي لا يستطيع المصاب مخالطة عدد كبير من الناس كما يحدث في الفيروس المستجد والذي يسمح للمصاب ان يخالط وينقل العدوى الى المئات وهو لا يشعر بالمرض او يشعر احيانا فقط برشح بسيط يظنه انفلونرا او زكام عادي.وبالتالي عند اكتشاف المصاب لعزله نجد اننا علينا عزل المئات معه وهذا شي صعب جدا .اللغز الثاني هو الفناء الذاتي وهي نظرية معروفة في علم الفيروسات حيث ان الفيروسات شديدة الضراوة تفني نفسها بنفسها . بما يسمي Self eradication. فلو استطاع الفيروس ان يقتل ويستمر بالقتل وينتشر بسرعة كبيرة بنفس الوقت لكانت عدة فيروسات استطاعت ان تفني نصف البشرة كل عدة سنوات وهذا ليس من مصلحة الفيروس ان يفنى عائله لانه لايستطيع العيش بدونها فهو لايستطيع العيش والتكاثر إلا في خلايا البشر و هذا الكبح الذاتي وضعه الله تعال في الفيروسات حفاظا على البشرية . احد انواع الفيروسات التى شاركت في ابحاثه يسمى RHD يصيب نوع من الحيوانات Lagomorgha اختفت فجأة في اوربا و بدون سابق إنذار ليحل محله نوع اخر من الفيروسات. وكان التفسير لذلك هو مايسمى الفناء الذاتي . وهذا ماتعرضت له فيروسات (SARS) و (MERS) اما ما تم طرحه بوجود طفرات اضعفته فهي لا تتعدى اقتراحات ودراسات لم تخرج حتى من سطور صفحاتها الى الواقع.بعض الناس يقولون فيروس الانفلونزا الاسباني استطاع قتل عشرات الملايين من البشر فهو فتاك جدا ومع ذلك انتشر بسرعة بالعالم . نعم الانفلونزا من الفيروسات التي تنتشر بسرعة ولكن الدراسات الحديثة لم تجد اي اختلاف لتلك السلالة مع سلالات الانفلونزا الحالية و يفسرون سبب الموت الكثير بانهيارات الانظمة الصحية والفقر وقلة التغذية وضعف المناعة و عدم توفر ابسط انواع الأدوية بعد الحرب العالمية التى حرقت العالم .
لذلك الفيروسات الضعيفة مثل الانفلونزا او (ك و رو نا) المستجد هي ذات قدرة عالية على الانتشار والبقاء بسبب قلة ضراوتها و فتكها .